سورة الأعراف - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


الوعد: خاص بالخير وعده بخير، وأوعده بالشر فأذن مؤذن: المراد به هنا رفع الصوت بالاعلام بالشيء. اللعنة: الطرد والابعاد يصدون عن سبيل الله: يعرضون يبغونها عوجا: يريدون أن تكون الطريق معوجة، أي بالضلال والإضلال.
بعد أن ذكر الله وعيدَ الكفار وثواب أهلِ الإيمان بيّن ما يكون بين الفريقَين: فريق أهل الجنة، وفريق أهل النار، من المناظرة والحِوار بعد أن يستقرّ كلُّ منهما في داره. ولا يقتضي هذا الحوارُ والتخاطب قُرب المكانب على ما هو معهود في الجنيا، فعالَمُ الآخرة عالَمٌ مختلِف كل الاختلاف فيجوز أن يكونَ بين الجنة والنار آلافُ لأميال أو اكثر، ومع ذلك يمكن للفريقَين ان يروا بعضَهم، ويسمعوا كلام بعضٍ بحالٍ لا ينَعْلَمُه، وبطريقةٍ تختلف كل الاختلاف عن حالِنا وعالمنا.
{ونادى أَصْحَابُ الجنة أَصْحَابَ النار...}.
ونادى أهل الجنة النار قائلين: قد وجدْنا ما وَعدَنا ربُّنا من الثواب حقّاً، فهل وجدتُم أنتم مثل ذلك في العذاب حقا؟ فأجابوهم: نعم، قد وجَدْنا ما أوعدَنا به ربُّنا حقّا كما بلَّغنا إياه على ألسنةِ الرسل فنادى منادٍ بين أهل الجنة وأهل النار قائلا: إن الطردَ من رحمة الله هو جزاءُ الظالمين لأنفهسم، الجانِين عليها بالكفر والضلال.
قراءات:
قرأ ابن كثير، وابن عامر وحمزة والكسائي: {أنَّ لعنةَ الله}. بالتشديد وقرأ نافع وأبو عمرو وعاصم: {أنْ لعنةُ اللهِ} باسكان النون {ان}، ورفع {لعنة}.
{الذين يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً...}.
إنهم همُ الّذين يُعرِضون عن سبيل الله ويمنعون الناسَ عن السَّير في الطريق السويّ، وهو الايمان والعمل الصالح، ويبغون الطريق المعوجّة الضالَة المضلة.
{وَهُمْ بالآخرة كَافِرُونَ}.
وهم منكرِون للبعث والجزاء. ولذلك تجدهم لا يبالون، فيأتون المنكَر من القول والعمل. هؤلاء هم شر الناس.


الحجاب: السور الحاجز. الاعراف: مفردع عُرف، وهو كل شيء مرتفع. والسيما والسيمياء: العلامة واذا صُرفت ابصارهم: حولت تلقاء: جهة وهي الجهة المقابلة.
فيه هاتين الآيتين والآيتين اللاحقتين يجيء ذكر لفرقة لم يتحدث عنها القرآن الكريم باسمِها ومكانها وندائها إى في هذه السورة. وهي الفرقة التي سميت (أصحابَ الأَعراف) وسُمّيَت السورة باسمها.
وذلك وصفٌ لمشهد آخر من مشاهد يوم القيامة يبين أنَّ بين أهل النار واهل الجنة حجاباً، وأن هناك جماعةً على الأعراف ينادون أهلَ الجنة بالتحيّة والتكريم.
{يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ}.
يعرفون كلا من السعداء والاشقياء بعلامات تدل عليهم من اثر الطاعة والعصيان.
{لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} لم يدخلوا الجنةَ بعد، وهم يرجون دخولها.
{وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ النار قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القوم الظالمين}.
وإذا تحوّلت أبصارُهم إلى أصحاب النار، قالوا من هول ما رأوا: يا ربّنا، لا تُدخِلنا مع هؤلاء الظالمين.
ثم يأخذ اصحاب الاعراف في تبكيت أهل النار من جهةِ مان كانوا يجمعون من جموعٍ ليصدُّوا عن سبيل الله، وما كانوا يُبدون من استكبارٍ عن تقبُّل دعوة الحق. ولا ينسون توبيهم من جهة موققِهم من التسضعَفِين من المؤمنين في الدنيا مثل بلالٍ وصُهيب وآلِ ياسر وغيرهم، حيث كانوا يستهزئون بهم ويُقسمون الأيمان المغلّظة على انهم لا يمكن ان يكونوا صالحين، فقال تعالى: {ونادى أَصْحَابُ الأعراف}.


وهذا نداءٌ آخرُ من بعض أصحاب الأعراف لبعض المستبِرين الّين كانوا يعتزون في الدنيا بِغِناهم وقوتهم، ويحتقرون ضعفاءَ المؤمنين لفقرِهم وضعف عصبيتهم. لقد كانوا يزعمون ان من أغناه الله وجعلَه قويّاً في الدينا فهو الذي كيون له نعيمُ الآخرة. فيقولون لهم الآن: ما أفادَكُم حمعُكم الكثيرُ العدد، ولا استكبارُكم على أهل الحق بسبب عصبيتّكم وغناكم!! ها أنتم أذِلاّءُ ترون حالهم وحالكم.
ثم وجّه إليهم سؤال توبيخٍ وتأنيب: {أهؤلاء الذين أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ الله بِرَحْمَةٍ؟}.
أهولاء الذين حلفتم في الدنيا أن رحمة الله لن تنالهم! ها هم قد دخلوا الجنة، وكانوا من الفائزين.
{ادخلوا الجنة لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ}.
قال الله تعالى لأصحاب الاعراف بعد أن طال وقوفُهم، وهم ينظرون إلى الفريقين: ادخُلوا الجنةَ لا خوف عليكم من أمر مستقبلكم، ولا أنتم تحزنون عن أمرٍ فاتكم.
وقد تكلم العلماء في هذا المقام كثيرا، وتعدّدت الآراء فبعضهم قال إن رجال الأعراف ملائكة، وبعضهم قال إنهم الانبياء، أو عدول الأُمم الشهداءُ على الناس، أو أهل الفترة، أو هم الّذين تساوت حسناتُهم وسيئاتهم إلى غير لك من الأقوال.
والذي يجب أن نقفَ عنده هو ان هناك حجاباً بين الجنة، والنار، اللهُ أعلمُ بحقيقته، لأنه في عالم الآخرة. والمقصودُ ان ذلك الحجاب يحجِز بين الفريقين، لكنّه لا يمنع من وصول الأصوات وان هناك مكاناً له صفةُ الامتياز والعلوّ، فيه رجال لهم من المكانة ما يجعلهم مشرِفين على هؤلاءِ وهم ينادون كلّ فريقٍ بما يناسبه.. يحيُّون أهل الجنة، ويبِكّتُون أهل النار. ثم إن أصحاب هذا الحجاب يدخلون الجنة برحمة من الله وفضله.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9